بعد انتظار دام ساعتَين، تناول فيهما هاشم وجبة غداء لا يعرف من مكوناتها العديدة إلّا البطاطا المسلوقة، تقدمت صوبه فتاة دنماركية بلباس أزرق يتدلى المسدس على فخذها اليُمنى المكتنزة، سألته عن اسمه وطلبت منه مرافقتها إلى السيارة، وحين استقر (هاملت العراقي) على المقعد المخصص وانطلقت السيارة إلى وجهتها، غفا من شدة الإرهاق غفوة عميقة، لدرجة أنه رأى أمه وهي تناديه ليتناول وجبته المفضلة، كانت متشحة بالسواد وتتدلى كدمية من سقف زنزانة السجن الذي قبع بين جدرانه فيما مضى زمناً ليس بالقصير. أطلق ضحكة صاخبة وهو ينظر إليها، ثم قال دون أن يتخلى عن ضحكته إِيهْ (جرترود). إِيهْ يا أمي، ألا تزالين تصنعين الطماطم الـمُدافة بالبيض ثلاث مرات في اليوم، طعاماً لوحيدك؟. فجاء صوت أمه مختلطاً بضحكاته إِيهْ هاملت. انزع عنك ثياب الحداد المظلمة، ودع عينَيك تنظر إلى ملك الدنمارك نظرة الصديق.
بعد انتظار دام ساعتَين، تناول فيهما هاشم وجبة غداء لا يعرف من مكوناتها العديدة إلّا البطاطا المسلوقة، تقدمت صوبه فتاة دنماركية بلباس أزرق يتدلى المسدس على فخذها اليُمنى المكتنزة، سألته عن اسمه وطلبت منه مرافقتها إلى السيارة، وحين استقر (هاملت العراقي) على المقعد المخصص وانطلقت السيارة إلى وجهتها، غفا من شدة الإرهاق غفوة عميقة، لدرجة أنه رأى أمه وهي تناديه ليتناول وجبته المفضلة، كانت متشحة بالسواد وتتدلى كدمية من سقف زنزانة السجن الذي قبع بين جدرانه فيما مضى زمناً ليس بالقصير. أطلق ضحكة صاخبة وهو ينظر إليها، ثم قال دون أن يتخلى عن ضحكته إِيهْ (جرترود). إِيهْ يا أمي، ألا تزالين تصنعين الطماطم الـمُدافة بالبيض ثلاث مرات في اليوم، طعاماً لوحيدك؟. فجاء صوت أمه مختلطاً بضحكاته إِيهْ هاملت. انزع عنك ثياب الحداد المظلمة، ودع عينَيك تنظر إلى ملك الدنمارك نظرة الصديق.