الأمثال الشعبية وروافدها هي تعبير عفوي، وبحر لا ينضب من المواقف والأحداث التي جرت في حياة أجيال ذهبت، ولكن تجاربهم وحكمهم تجسدت على شكل أمثال شعبية متوارثة من جيل إلى جيل. ففي عالمنا العربي الأمثال تُورث كما الأرض، ليس بقيمتها الماديَّة؛ إنَّما بقيمتها المعنويــة مــن خــلال الفكر، والحكمة، والخبرة العميقة في حياة امتدت وتجذرت في أعماق التاريخ، لا بل هي مخزون فكري وعقلي ممزوج بطابع ترائي يُنقل من عصر إلى عصر، منها أيضا ما هو مطعم بروح الفكاهة، ومنها ما يكون عكس ذلك تماماً، فتكون معانيه وقصصه جديَّةً، وقد تكون تراجيدية، ولكن مهما يكن فكلُّها تعكس أملًا قد يكون مخفيًّا ولم ننتبه له، فتساعدنا على أن نفهم الحياة بطريقةٍ
سليمة، وتدفعنا إلى تخطي صعابها وتعقيداتها اليومية التي تتعقد أكثر فأكثر. وأخيرًا وليس آخرا، أتمنى أن أكون قد وفقت في تجميع غيض من فيض الأمثال الشعبية وقصصها التي حتمًا سيستمتع ويستفيد منها القارئ، وللبقية
تتمة، والله ولي التوفيق.